الاسم العلمي: Rosmarinus officinalis
التصنيف النباتي: Family of lamiaceae
الأشكال والمستحضرات: زيوت أساسية وزيوت طبيعية وكبسولات ومراهم وصبغات ومغلى.
أسماء إكليل الجبل الأخرى: حصى البان، الروزماري، الإكليل، حشيشة العرب، النبات القطبي، عشب البوصلة، ندى البحر، باليازيرا، الآزير.
ينمو اكليل الجبل خاصة في المناطق المجاورة للبحر الأبيض المتوسط ويعيش لمدة 15-20 عاما، وهو نبات مقاوم للحشرات والآفات الزراعية إذ أنه ليس بحاجة أصلا إلى أسمدة أو مبيدات تحميه.
ارتبط اكليل الجبل بعدة اساطير حيث ورد في بعضها أنه يعيد الشباب ويعزز الحب وفي بعضها الآخر ورد أنه يعيد الشباب للرجال، وأما عند الإغريق تقول أسطورة أن صبية جميلة من جزيرة صقلية، رفضت الخنوع والخضوع للقهر والدمار الذي حل بصقلية تحت سيطرة سيرس (إله الخراب والدمار عندهم) حيث تسبب في براكين وكوارث طبيعية حسب الأسطورة وقتل الاشجار، فناشدت الصبية السكان ليرموا بأنفسهم في البحر ورمت نفسها بدورها وأثناء سقوطها تحولت صاحبة العيون الزرقاء إلى زهرة إكليل الجبل وتعلقت بالمنحدر الصخري لتذكير الرجال بالتجديد المستمر لقوة الخير في العالم.
يستخدم إكليل الجبل في علاج عدة أمراض مثل ضعف الذاكرة والدوالي وسوء الهضم وزيادة الوزن وفقدان الشعر والغازات المعوية بالإضافة لاستخدامه في المطبخ، وعلى الرغم من خصائصه العلاجية يجب أيضا معرفة الآثار الجانبية لاستخدام اكليل الجبل وكيفية استخدامه بشكل صحيح لتجنب هذه المشاكل وتحقيق أقصى حد من الاستفادة.
يهدف مقالنا هذا بالأساس لتصحيح عدة معلومات مغلوطة منتشرة على الإنترنت حول استخدام اكليل الجبل وذلك من خلال الكشف عن كل ما ثبت علميا من فوائد وخصائص عن هذه العشبة.
يعد اكليل الجبل عشبة جبلية ومنزلية تنمو في أجزاء مختلفة من العالم، وهو شجيرة معمرة منتصبة ذات أوراق عطرية طويلة تشبه الإبر عادة ما يستخدم لإضافة نكهة للطعام وللمشروبات ولمستحضرات التجميل.
يعتبر حمض الكافييك ومشتقاته مثل حمض الروزمارينيك أهم مكونات اكليل الجبل حيث يتميز حمض الروزمارينيك بأنشطة حيوية مثل خصائصه المضادة للفيروسات والمضادة للبكتيريا والمضادة للالتهابات والمضادة للأكسدة، كما يعد المكون الذي يعزز الصحة حيث يتم امتصاصه بشكل صحيح من قبل الجهاز الهضمي والجلد.
الأجزاء المستخدمة من اكليل الجبل
عند العلاج بالأعشاب، تستخدم أوراق وأزهار اكليل الجبل المجففة بالإضافة لزيت اكليل الجيل الأساسي.
المكونات الفعالة في اكليل الجبل
تحتوي زيوت اكليل الجبل الأساسية على خلاصة الكافور والفيربينون كما يحتوي أيضا على مركبات الفلافونويد وعلى حمض كارنوسيك وعلى الدهون بالإضافة لـ"ستيرويد" والتربينات الثلاثية والأحماض الفينولية.
يمكن أن يصل طول شجرة اكليل الجبل إلى مترين ومن السهل التعرف عليها من خلال حوافها المتدحرجة القوية فهي ذات لون أخضر داكن وغالبا ما تكون أزهارها زرقاء بنفسجية (نادرا ما تكون بيضاء).
تعتبر عشبة اكليل الجبل تابلا ودواء منذ العصور القديمة حيث تم استخدام مستحضرات أوراق اكليل الجبل في الطب التقليدي لعلاج الاضطرابات الهضمية والصداع والقلق، كما يقال بأن رائحة أوراق اكليل الجبل تقوي الذاكرة، في حين تم استخدام زيت اكليل الجبل العطري على الجلد لعلاج آلام العضلات والمفاصل بينما ساهم تناوله عبر الفم في الإجهاض، كما ألقى الإغريق والرومان القدماء فروع اكليل الجبل في المدافن لإظهار رغبتهم في تذكر موتاهم.
يعود استخدام اكليل الجبل في صناعة العطور إلى القرن الرابع عشر حيث ظهر اعتقاد بأن عطر اكليل الجبل الكحولي يمنح الشباب الأبدي، كما قالت الأسطورة بأن اكليل الجبل هو الذي سمح لـ"إليزابيث" البولندية بمعالجة شللها ومشاكل التهاب مفاصلها، وهو ما ساهم في أن تصبح ملكة هنغارية عن طريق إغواء الملك على الرغم من أنها كانت في 72 من عمرها. كما اعتقد سكان اليونان القديمة بأن خصائص اكليل الجبل تحفز نشاط الدماغ، لهذا السبب كان المثقفون اليونانيون يضعون تيجانا من اكليل الجبل على رؤوسهم. بالإضافة لذلك، استخدم عسل اكليل الجبل في القرن الثامن عشر لعلاج الآلام المختلفة، أما في القرن التاسع عشر ساهم الكاهن والطبيب الكاثوليكي الألماني "سيباستيان كنيب" في تطوير الأدوية العشبية خاصة للمسنين.
الاستخدام الداخلي
الاستخدام الخارجي
الخصائص العلاجية المعتادة
خصائص علاجية أخرى
يعتبر اكليل الجبل علاجا فعالا للإرهاق فهو بمثابة منشط للأشخاص الذين يعانون من الوهن كما يتميز بخصائص مطهرة تجعل منه مطهرا للجلد وللمناطق الحساسة والجروح، ويمكن أيضا أن يستخدم كمضاد للسعال.
يعتبر اكليل الجبل شجيرة عطرية تتميز باستخدامات مطبخية وطبية، كما تعد عشبة قادرة على مقاومة البرد حيث تظل خضراء طوال العام. تعتبر أوراق شجرة اكليل الجبل مركبة حيث تظهر معكوسة كما تعد نكهتها حارة نوعا ما.
يتم حصاد اكليل الجبل في نهاية الربيع حيث تستخدم الزهور بشكل رئيسي لأغراض طبية، لهذا السبب يتم تجفيف اكليل الجبل في الظل وتخزينه في صناديق من المواد المحايدة مثل الورق المقوى (لا يستخدم الزجاج أو البلاستيك)، كما يمكن أن يخزن لمدة تصل إلى سنة.
يحتوي اكليل الجبل على عناصر مفيدة مثل الكافور وحمض الكافييك وحمض الروزمارينيك ومركبات الفلافونويد ومركبات طبية أخرى، كما ينصح باستعمال اكليل الجبل في حالات انقطاع الطمث وعسر الطمث ومشاكل الأمعاء والإسهال ومشاكل الجلد وفقدان الشعر.
يستخدم اكليل الجبل عادة كمغلى وذلك عن طريق غلي حوالي 35 جرام من زهور اكليل الجبل في لتر من الماء لمدة 15 دقيقة تقريبًا.
يمكن استخدام المغلى مباشرة على فروة الرأس في حالات تساقط الشعر كما يمكن أيضا إعداد زيت اكليل الجبل لهذا الغرض.
لإعداد زيت اكليل الجبل يستخدم 20 غرام لكل لتر من زيت الزيتون، ويتم تطبيقه لتخفيف الآلام مثل الألم الروماتويدي والألم العصبي وذلك من خلال تدليكه بحركات دائرية.
أظهرت دراسة أجريت في جامعة "نورثامبريا" (المملكة المتحدة) أن التركيز المرتفع في الدم لأحد مكونات اكليل الجبل يحسن الأداء المعرفي وتحديدًا سرعة ودقة الاستجابات.
يتم امتصاص هذا العنصر من خلال الغشاء المخاطي للأنف والرئتين ثم يعبر حاجز الدم في الدماغ وجميع النقاط التي تمنع إنزيم "أستيل كولين استراز" (الإنزيم المرتبط بتطور مرض الزهايمر) فيمنع انهيار الناقل العصبي ويتم توزيعه على نطاق واسع في الدماغ البشري نظرا لكونه عاملا ضروريا للتعلم والحفظ والتركيز.
لذا ينصح بوضع غصن من اكليل الجبل في كوب من الماء على المنضدة عند التحضير للامتحانات كما يمكن أيضاً استخدام الزيت الأساسي لاكليل الجبل من خلال وضع بضع قطرات بالقرب من الأنف لتحسين الذاكرة.
كثيرا ما يستخدم زيت اكليل الجبل الأساسي مخلوطا بخل التفاح لعلاج حالات الدوالي وذلك عبر تطبيقه موضعيا على الأوردة المنتفخة.
ترتبط الجذور الحرة التي تنتج الإجهاد التأكسدي مباشرة بالإتهاب والشيخوخة والسرطان. يحتوي الجسم على عدة أنظمة مضادة للأكسدة ويعتبر اللعاب أحد تلك الأنظمة حيث كشفت دراسة علمية أن رائحة زيت الخزامى وزيت اكليل الجبل تزيد من إنتاج اللعاب كما تخفض من مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، وخلصت الدراسة إلى أن هذه الزيوت يمكن أن تحمي الجسم من الإجهاد، كما أكدت دراسات أخرى أن أوراق اكليل الجبل تتميز بتأثيرات قوية مضادة للالتهاب ومضادة للأورام حيث يزيد حمض روزمارينك من إنتاج "بروستاغلاندين" وهي المادة التي تساعد على تقلص واسترخاء العضلات وتمدد وتقلص الأوعية الدموية والسيطرة على ضغط الدم وتشكيل الالتهاب، كما يقلل من إنتاج "الليكوترين ب4" المتسبب في الالتهاب.
يتميز اكليل الجبل بدور رئيسي في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان حيث كشفت إحدى الدراسات أن مستخلص اكليل الجبل الذي يحتوي على "كارنوسول" وحمض كارنوسيك وحمض أورسوليك وحمض الروزمارينيك قادر على منع نمو الأورام في الأعضاء المختلفة بما في ذلك القولون والثدي والكبد والمعدة وكذلك سرطان الجلد وخلايا سرطان الدم.
يريح حمض الروزمارينيك الموجود في اكليل الجبل عضلات القصبة الهوائية والأمعاء ويحفز إنتاج الصفراء ويحمي الكبد، كما تم استخدامه في الطب الشعبي كمضاد لتشنج المغص الكلوي حيث أشارت الأبحاث إلى أن حمض الروزمارينيك أيضًا يساهم في علاج والوقاية من القرحة الهضمية وتسمم الكبد.
يعتبر استخدام زيت اكليل الجبل لتعزيز نمو الشعر واحدة من استخداماته التقليدية على الرغم من عدم وجود أدلة علمية كثيرة تثبت ذلك، حيث أظهرت دراسة حديثة أجريت على الفئران أن استخدام مستخلص أوراق اكليل الجبل موضعيا يحسّن من إعادة نمو الشعر لدى الفئران التي شهدت توقفاً لنمو الشعر ناتجا عن استخدام علاج التستوستيرون، وهو ما يشير إلى وجود نشاط مضاد للالتهاب باكليل الجبل، كما خلصت الدراسة إلى أن اكليل الجبل يعد نباتا واعدا لتعزيز نمو الشعر.
يتميز اكليل الجبل بالقدرة على خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية وحمض اليوريك، بالإضافة لكونه يحسن الدورة الدموية والحالة العامة للجسم، كما يعد غنيا بالبوتاسيوم ومضادا للالتهابات. كل هذه الخواص تجعل منه عاملا مساهما في خفض الوزن.
كشفت الدراسات العلمية بأن اكليل الجبل يعتبر مضادا حيويا طبيعيا تماما مثل النعناع والزعتر بفضل احتوائه على "الكارنوسول" وحمض الكارنوسيك المضادين للميكروبات، لذلك يوصى باستعمال اكليل الجبل في حالات الالتهابات المعوية كما يستخدم كجزء من علاج بعض الأمراض التناسلية.
يستخدم اكليل الجبل في بعض المناطق لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم في حين أنه في الحقيقة يزيد من ضغط الدم لذلك ينصح باستخدامه من قبل مرضى انخفاض ضغط الدم.
بالإضافة لاستخدامه في المطبخ، يتميز اكليل الجبل باستخدامات أخرى تشمل:
مستحلب اكليل الجبل
عند إعداد مستحلب اكليل الجبل، يضاف 2 غرام من أوراق اكليل الجبل المجففة لـ 150 مل من الماء المغلي ويترك المزيج لمدة 10 دقائق ويستهلك بمعدل 2 أو 3 كوب في اليوم.
زيت اكليل الجبل
يوصى بتناول قطرتين من زيت اكليل الجبل مع قطعة من السكر كل صباح لمدة 3 أسابيع لتحفيز نشاط الكبد والمرارة وتحقيق توازن الجهاز العصبي العضلي.
أفاد البروفسور المعالج "هوستيتمان" في كتابه "ما تحتاج إلى معرفته عن النباتات المضادة للشيخوخة" أنه بالإضافة إلى الخصائص المذكورة، يحسن اكليل الجبل الذاكرة مشيرا إلى أن سكان اليونان القديمة قاموا بفرك اكليل الجبل على جبين الأطفال لجعلهم أكثر ذكاء.
قبل إعداد مغلى اكليل الجبل، من المستحسن استشارة الطبيب أو الصيدلي للتحقق من الجرعات الصحيحة.
على الرغم من أن استخدامات اكليل الجبل معروفة، هدفت أحدث الدراسات إلى إثبات أن هذا النبات يمكن أن يتميز بتأثيرات مضادة للأكسدة مفيدة في علاج بعض أنواع السرطان.
لا يوجد خطر عند احترام الجرعات الموصى بها لإكليل الجيل، ومع ذلك يجب توخي الحذر عند استخدام الزيت العطري لإكليل الجبل، الذي قد يكون له تأثير ضار على الجهاز العصبي.
لا ينصح بتناول اكليل الجبل من قبل الأطفال دون سن 12 سنة ومن قبل من يعاني من حصى المرارة أو أمراض الكبد.
يمكن أن تتسبب الجرعات العادية لإكليل الجبل في الغثيان والإكزيما كما يمكن أن تسبب الجرعات الزائدة في القيء والتشنجات ونزيف الرحم.
لا توجد تفاعلات معروفة.
من الناحية النظرية، يمكن أن يتفاعل اكليل الجبل مع الأدوية المدرة للبول ومكملات الحديد.
الأقسام الرئيسية
المقالات السابقة