تعرف شجرة اللّبان بشجرة اللّبان المقدّس أو البوسويلية المقدّسة وهي من كنوز الطبيعة العظيمة حيث تعتبر الجزيرة العربيّة والصومال واليمن من أكثر الدول المنتجة للّبان. تميّز بحضوره التاريخيّ المتواصل في حضارات العالم وذلك منذ أكثر من 7 آلاف سنة.
تتجلّى أهميّة اللّبان من خلال تعدّد استعمالاته بدءا بالجوانب الطبية للعلاج والوقاية وصولا لجوانب كمالية عبر استعماله كمكوّن رئيسيّ للبخور والعطورات، ولكن لا يعلم حكمة اللّبان ومنافعه العلاجيّة إلّا القليل في زمننا المعاصر.
يمكن التعرّف على نوع اللّبان عبر عدّة مقاييس أهمّها اللّون ونسبة مرارة مذاقه ولكنّ المؤكّد نجاعة كلّ أنواعه وأهمّها لبان الذّكر الذي يسمّى أيضا بالكندر أو اللّبان الشجري وهو عبارة عن خليط من الراتنج والصمغ والزّيت الطيار الذي يتميّز بشدّة مرارة مذاقه.
كما توجد أنواع أخرى مثل اللّبان النجدي أو اللّبان الشّزريّ إذ يتمّ التّصنيف عموما حسب مكان الزراعة والنمو.
حتّى تحصل الفائدة من استعمال اللّبان لابدّ أن يكون شفّاف اللّون خاليًا من أي شوائب لضمان نقائه وفاعليّته. يحتوي اللّبان على مادة الكورتيزون المثبطة للالتهابات وقد أكّدت عدّة دراسات أنّ الكورتيزون المتوفّر في اللّبان ذا جودة عالية وفاعليّة عالية مقارنة بالكورتيزون الصناعي وهو ما يجعل منه حلّا علاجيّا لعدة مشاكل صحّية نذكر منها:
أثبتت دراسات حديثة دور اللّبان في وقف نشاط بعض الخلايا السرطانية وخاصة سرطان المبيض وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من مركّب يسمّى اسيتيل -11- كيتوني- بيتا، وهو مركّب فعّال في علاج بعض أنواع السرطان. كما يساعد منقوع اللّبان الذكر على تنشيط جهاز مناعة المصاب عن طريق زيادة كفاءة خلايا كريات الدم البيضاء وهي المسؤولة عن التهام الميكروبات التي تتسبب في تدهور صحّة المريض.
عادة ما تلجأ الأمّ إلى اللّبان إذا ما اشتكى رضيعها من آلام الغازات نظرا لقدرته الفعّالة على تقليل الانتفاخ وطرد الغازات المعويةوالتقليل من تكوّنها. ويمكن للبان أن ينظّم حرارة الجسم ويساهم في وقايته من التهاب القصبات الهوائيّة والحنجرة ومن الإصابة بالبرد نظرا لفعاليّته في تنشيط الجهاز المناعي للأطفال وتعزيز بناء خلايا جسمه. أمّا طريقة استخدام اللّبان فهي كالتالي: يمكن خلط ما مقداره ملعقة صغيرة من اللّبان مع كأس من الحليب ثمّ يشرب صباحا على الرّيق، ويمكن استشارة الطبيب إذا كان الطفل يعاني من مرض الربو.
تساهم الخلاصة المائيّة المحضرة من اللّبان المرّ بشكل كبير في تنشيط الكبد ورفع قدرته على تخزين السكريات دون التسبّب في اثار جانبيّة.
رغم مذاقه المرّ، يعتبر اللّبان منشطا طبيعيّا للصحّة الجنسيّة والأعضاء التناسليّة لدى الرّجال والنّساء على حدّ سواء. فيعزّز هرمونات الذكورة والأنوثة وهي الهرمونات المسؤولة على الصحة الجنسيّة للطّرفين. كما يساعد اللّبان على التخلّص من الرّغبة الجنسية المفرطة التي تصيب الرّجال غالبا ويفيد النّساء في فترة الحيض أيضا حيث يخفّف عنهنّ آلام المفاصل ويخلصهنّ من الغازات المتراكمة في الأمعاء.
بفضل تركيبته الطبيعية التي تساعد على تخفيض هرمون الكورتيزون الذي يزداد وقت الغضب أو الإرهاق أو الاكتئاب يمكن استعمال اللّبان للقضاء على آلام الصّداع وضعف الذاكرة وذلك من خلال شرب منقوعه بشكل يومي على الريق.
يحتوي اللّبان على فيتامين (ب-12) وفيتامين (ب-6) الضروريين لتقوية الذاكرة لذلك ينصح مَن اشتكى مِن ضعف الذاكرة أو من مرض الزهايمر بشرب منقوع اللّبان أو أكله مع العسل وفاكهة الجوز.
يساعد استنشاق رائحة اللّبان على إراحة عمليّة التنفس نظرا للزيت الطيار الموجود فيه الذي يساعد على إرخاء العضلات وتقوية الشعب الهوائيّة وهذا ما أثبتته بعض الدراسات في أبحاث علم العلاج بالروائح.
كما خلصت عدة دراسات علمية إلى أن للبان المرّ المعروف باللّبان الذكر أو الكندر القدرة على طرد البلغم وعلاج السعال، الربو ونزلات البرد. ومن الأفضل نقعه في الماء وشربه في الصباح.
يزيد اللّبان من إفراز الغدد اللّعابية التي تقوم بمعادلة آثار الأحماض الناتجة عن الأغذية المتخمّرة التي تسبّب تسوّس الأسنان. كما تعمل المادة الصّمغية الموجودة في تركيبة اللّبان كمادّة كاشطة تساعد على التخلص من طبقة الجير التي عادة ما تغطّي الأسنان وذلك عن طريق مضغه لمدّة لا تقلّ عن 10 دقائق. أمّا إذا استخدم منقوع اللّبان كمضمضة فيصبح فعّالا لآلام اللثة.
تشير الأبحاث إلى أن مضغ اللّبان ثلاث مرات في اليوم خلال مدة تتراوح ما بين 5 و45 دقيقة يساعد الأمعاء على الشفاء في أعقاب العمليات الجراحية ذلك أنّه يخفّف من وتيرة عودة الأمعاء إلى نشاطها العادي، وذلك عن طريق استثارة أعصاب الجهاز الهضمي.
اللّبان يساعد على الهضم ويخفّف من أمراض القولون والقرحة حيث يقلّل من نسبة حموضة العصارات الهاضمة ويساعد بشكل ملحوظ على هضم الأكل وهذا ما يفسّر كثرة استهلاك النساء للّبان فترة الحمل. كما ينصح بتناول الخليط المتكوّن من اللّبان، حبّة الحلاوة والعسل للوقاية من الأمراض التي تصيب المعدة.
يمكن استعمال خليط الماء واللّبان كغسول طبيعي للوجه لأنّه فعّال في تنظيف مسام البشرة وزيادة نظارتها ممّا يمنع تكوّن البثور وحبّ الشّباب.
يمكن استخدام اللّبان كعنصر أساسيّ في صنع البخور نظرا لاحتوائه على زيوت طيارة تتميّز برائحتها العطرة والزكيّة.
ويعتبر اللبان أيضا من المكونات الرئيسية لبعض أنواع العطور ذلك أنّ وجوده يزيد من ثبات رائحة العطر المستخدم.
يحتوي اللّبان الذكر على كميّات مرتفعة من الكورتيزون الطبيعي ويتميز هذا العنصر بعدم تسبّبه بأيّ اثار جانبيّة للجسم إلّا في حال وجود مرض بالكلى لأنّه في هذه الحالة يمكن أن يتسبب في تركيز بعض العناصر المهمّة للكلية منها الكالسيوم والكرياتينين لذلك ينصح بإجراء تحليلات دقيقة لنسب هذه المواد واستشارة الطبيب.
الأقسام الرئيسية
المقالات السابقة
فوائد الزنجبيل المثبتة علميا وأضراره
2017-06-15اسماء الاعشاب باللهجة التونسية
2017-03-20
1 تعليق
سالي 2017-10-12
شكرا لكم دائما ما امضغ اللبان لمجرد مضغه ولم اكن اعرف ان له فوائد اصلا كما كانت امي دائما ما تضع اللبان في كاس من الماء وتعطينا اياه عندما يكون عندنا مغص في المعدة انا واخوتي. لكن يبقى السؤال هل لكل انواع اللبان نفس الفائدة؟؟؟